تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٢
مجنون (14) إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عآئدون (15) يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون (16) ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجآءهم رسول كريم (17) أن أدوا إلى عباد الله إنى لكم رسول أمين (18) وأن لا تعلوا على الله إنى ءاتيكم بسلطن مبين (19) وإنى عذت بربى وربكم أن ترجمون (20) وإن لم تؤمنوا لى فاعتزلون (21)) (يوم تأتى) مفعول به (فارتقب) يقال: رقبته وارتقبته. واختلف في " الدخان " فقيل: إنه دخان يأتي من السماء قبل قيام الساعة يدخل في أسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ (1)، ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص (2)، ويمتد ذلك أربعين يوما، روي ذلك عن علي (عليه السلام) وابن عباس والحسن (3) وقيل: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا على قومه لما كذبوه فقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف، فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهز (4)، وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان، وكان يحدث الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان، فمشى إليه أبو سفيان ونفر معه وناشدوه بالله والرحم، وواعدوه إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا، فلما كشف عنهم رجعوا إلى شركهم،

(١) في الصحاح: حنذت الشاة حنذا أي: شويتها وجعلت فوقها حجارة محماة لتنضجها فهي حنيذ.
(٢) الخصاص: شبه كوة في قبة ونحوها إذا كان واسعا قدر الوجه، وبعضهم يجعلها للواسع والضيق حتى قالوا لخروق المصفاة والمنخل: خصاص، وكذلك كل خلل وخرق يكون في السحاب. (لسان العرب).
(٣) تفسير الطبري: ج ١١ ص ٢٢٧، التبيان: ج ٩ ص ٢٢٦.
(4) العلهز: طعام كانوا يتخذونه من الدم ووبر البعير في سني المجاعة. (الصحاح).
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»