تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣١٥
يتعلق ب‍ (أورثتموها) وشبهت في بقائها على أهلها بالميراث الباقي على الورثة.
(منها تأكلون): " من " للتبعيض، أي: لا تأكلون إلا بعضها.
وفي الحديث: " لا ينزع رجل في الجنة من ثمرها إلا ثبت مكانها مثلها " (1).
(مبلسون) آيسون من كل خير. وروي عن علي (عليه السلام) وابن مسعود: " يا مال " بحذف الكاف للترخيم (2)، أي: (يملك) سل (ربك) أن يقضي علينا أي:
يميتنا لنتخلص ونستريح مما بنا، فيقول مالك: (إنكم مكثون) لابثون دائمون.
(لقد جئنكم بالحق) هو كلام مالك، وإنما قال: " جئناكم " لأنه من الملائكة، وقيل: إنه كلام الله عز وجل (3)، وعلى هذا فيكون في (قال) ضميرا " لله "، لما سألوا مالكا أن يسأل الله القضاء عليهم أجابهم الله بذلك.
(أم) منقطعة أي: بل أبرموا، أي: أأحكم الملأ من قريش (أمرا) أي: كيدا في الخلاف عن أمرك (فإنا مبرمون) كيدنا كما أبرموا كيدهم والسر: ما حدث به الرجل نفسه أو غيره في مكان خال، و النجوى: ما تكلموا به فيما بينهم، وقيل:
السر: ما يضمر الإنسان في نفسه، والنجوى: ما يحدث به غيره في الخفية (بلى) نسمعهما ونطلع عليهما (ورسلنا) الحفظة مع ذلك عندهم (يكتبون) ما يكيدونه ويبيتونه. وقد روي عنهم (عليهم السلام) السبب في نزول الآيتين (4).
(قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العبدين (81) سبحن رب

(١) أخرجه البغوي في تفسيره: ج ٤ ص ١٤٦.
(٢) شواذ القرآن لابن خالويه: ص 137، وزاد: والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
(3) قاله الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 265.
(4) وهو ما رواه الكليني في أصول الكافي: ص 420 ح 43 بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وفي الروضة: ص 179 ح 202 بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضا.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»