تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٧١
من أي صنف كان من الناس أعجم، قال عنترة:
حزق يمانية لأعجم طمطم (١) (لقالوا لولا فصلت ءايته) أي: بينت بلسان تفهمه (٢) (ءأعجمى وعربى) والهمزة للإنكار، أي: قرآن أعجمي ورسول عربي، أو مرسل إليه عربي، لأن مبنى الإنكار على تنافي حالتي الكتاب والمكتوب إليه، لا على أن المكتوب إليه واحد أو جماعة (قل هو) الضمير للقرآن (هدى) و (٣) إرشاد إلى الحق ﴿وشفاء لما في الصدور﴾ (٤) من الشك، أو: شفاء من الأدواء، و (الذين لا يؤمنون) إن عطفته على (الذين ءامنوا) كان في موضع جر على معنى قولك: وهو للذين لا يؤمنون (في ءاذانهم وقر)، إلا أن فيه عطفا على عاملين وقد أجازه الأخفش (٥)، وإن جعلته مبتدأ فالخبر: هو (في ءاذانهم وقر) على حذف " هو "، أو: في آذانهم منه وقر، و (ينادون من مكان بعيد) يعني: أنهم لا يقبلونه ولا يرعونه أسماعهم، فمثلهم في ذلك مثل من يصوت به من مكان بعيد، لا يسمع من مثله الصوت فلا يسمع النداء.
(فاختلف فيه) أي: آمن به قوم وكذب به آخرون، وهو تسلية لنبينا (عليه السلام) (ولولا كلمة سبقت من ربك) في تأخير العذاب عن قومك لفرغ من عذابهم واستئصالهم، وهي كقوله: ﴿بل الساعة موعدهم﴾ (6).

(١) وصدره: تأوي له قلص النعام كما أوت. والبيت من معلقته المشهورة وهو يصف ناقته. انظر ديوان عنترة بن شداد: ص ٥٩. والحزق: جماعات الإبل، والطمطم: الأعجمي الذي لا يفهم كلامه.
(٢) في نسخة: " تفقهه ".
(٣) في نسخة: " أي " بدل الواو.
(٤) القمر: ٤٦.
(٥) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٢٠٣.
(٦) يونس: ٥٧.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»