من (دعآ إلى الله) هو رسول الله، والأئمة الدعاة إلى الحق القائمون مقامه، وقيل: هم المؤذنون (1)، والآية عامة في كل من جمع بين الأوصاف الثلاثة: أن يكون موحدا معتقدا للحق عاملا للخير داعيا إليه.
والمعنى: أن الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما، فلا تستوي الأعمال الحسنة والأعمال السيئة، فخذ بالحسنة التي هي أحسن من أختها إذا اعترضتك حسنتان ف (ادفع) بها السيئة الواردة عليك من بعض أعدائك، ومثال ذلك: أن الحسنة أن تعفو عنه (والتى هي أحسن) أن تحسن إليه في مقابلة إساءته، مثل أن يذمك فتمدحه، فإنك إذا فعلت ذلك صار الذي هو عدوك المناوئ مثل الولي الحميم المناسب المصافي. وما يلقى هذه الخصلة الحميدة والسجية المرضية التي هي مقابلة الإساءة بالإحسان ولا يؤتاها (إلا الذين صبروا) على كظم الغيظ واحتمال المكاره، و (إلا ذو) نصيب و (حظ عظيم) من الثواب والخير.
والنزع والنسخ بمعنى، وهو شبه النخس، وكان الشيطان ينخس الإنسان: إذا بعثه على بعض المعاصي، وأسند الفعل إلى النزغ كما قالوا: جد جده، أو: وصف الشيطان وتسويله بالمصدر، والمعنى: وإن صرفك الشيطان عما وصيت به من الدفع بالتي هي أحسن (فاستعذ بالله) من شره ولا تطعه.
(ومن ءايته) أي: حججه وأدلته الدالة على وحدانيته (الليل والنهار) وتقديرهما على حد مستقر ونظام مستمر (والشمس والقمر) وما ظهر فيهما من التدبير والتسيير في فلك التدوير. والضمير في (خلقهن) لجميعها؛ لأن حكم جماعة ما لا يعقل حكم الأنثى أو الإناث، تقول: الدور رأيتها ورأيتهن، أو: لأنها