تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
ويكثر ذكر الله عز اسمه.
* (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شئ عليم (115) إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير (116)) * أي: لا يؤاخذ * (الله) * عباده الذين * (هداهم) * للإسلام، ولا يسميهم ضلالا ولا يخذلهم بارتكاب المحظورات إلا بعد أن * (يبين لهم) * حظرها عليهم، ويعلمهم أنها واجبة الاتقاء والاجتناب، فأما قبل البيان فلا سبيل عليهم، والمراد ب‍ * (ما يتقون) *: ما يجب اتقاؤه للنهي، فأما ما يعلم بالعقل من القبائح فغير موقوف على التوقيف.
* (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم (117) وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم (118) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين (119)) * إنما ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) استفتاحا باسمه ولأنه سبب توبتهم، وإلا فمن المعلوم أنه لم يكن منه ما أوجب التوبة، وروي عن الرضا (عليه السلام): أنه قرأ: " لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين " (1) وهو بعث للمؤمنين على التوبة، وأنه مامن مؤمن إلا وهو محتاج إلى الاستغفار والتوبة * (في ساعة العسرة) * في وقتها، وقد يستعمل الساعة في معنى الزمان المطلق كما يستعمل الغداة والعشية واليوم، نحو قوله:

(١) أوردها في الاحتجاج: ج ١ ص ٧٦.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»