تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٠٣
* (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صلح إن الله لا يضيع أجر المحسنين (120) ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون (121)) * ظاهره خبر ومعناه نهي، مثل قوله: * (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) * (1)، * (ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) * أمروا بصحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) على البأساء والضراء، وبأن يكابدوا معه الشدائد برغبة ونشاط * (ذلك) * إشارة إلى ما دل عليه قوله: " ما كان لهم أن يتخلفوا " من وجوب مشايعته، أي * (ذلك) * الوجوب * (ب‍) * سبب * (أنهم لا يصيبهم) * شئ من عطش ولا تعب ولا مجاعة في طريق الجهاد، ولا يضعون أقدامهم ولا يدوسون بحوافر خيولهم وأخفاف رواحلهم موضعا * (يغيظ الكفار) * وطأهم إياه، ولا يتصرفون في أرضهم تصرفا يضيق صدورهم * (ولا ينالون من عدو نيلا) * ولا يرزؤونهم شيئا بقتل أو أسر أو أمر يغمهم * (إلا كتب لهم به عمل صلح) * واستوجبوا الثواب عند الله، والموطئ: إما مصدر كالمورد وإما مكان، والنيل: يجوز أن يكون مصدرا مؤكدا وأن يكون بمعنى المنيل، وهو عام في كل ما يسوؤهم ويضرهم. * (ولا يقطعون واديا) * أي:
أرضا في ذهابهم ومجيئهم، والوادي: كل منعرج بين جبال وآكام يكون منفذا للسيل، وهو في الأصل فاعل من ودي: إذا سال، ومنه الودي (2) * (إلا كتب لهم) *

(١) الأحزاب: ٥٣.
(2) الودي: ما يخرج بعد البول. (الصحاح: مادة ودي).
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 109 ... » »»