تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٨٩
ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربت عند الله وصلوا ت الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم (99)) * * (الاعراب) * أهل البدو * (أشد كفرا ونفاقا) * من أهل الحضر لقسوة قلوبهم وجفائهم، ونشوئهم في بعد من مشاهدة العلماء وسماع التنزيل * (وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله) * من الشرائع والأحكام * (والله عليم) * بحال أهل الوبر والمدر * (حكيم) * فيما يحكم به عليهم.
* (مغرما) * أي: غرامة وخسرانا، فلا ينفق إلا تقية من أهل الإسلام ورئاء، لا لوجه الله * (ويتربص بكم) * دوائر الزمان وحوادث الأيام، ليذهب غلبتكم عليه فيتخلص من إعطاء الصدقة * (عليهم دائرة السوء) * دعاء معترض، وقرئ:
" السوء " بالضم (1) وهو العذاب، و * (السوء) * بالفتح ذم للدائرة، كما يقال: رجل سوء، ونقيضه رجل صدق، قال:
وكنت كذئب السوء لما رأى دما * بصاحبه يوما أحال على الدم (2) * (والله سميع) * لأقوالهم * (عليم) * بأحوالهم.
* (قربت) * مفعول ثان ل‍ * (يتخذ) * والمعنى: أن ما ينفقه سبب لحصول القربات * (عند الله وصلوا ت الرسول) *، لأن الرسول كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم، كقوله: " اللهم صل على آل أبي أوفي " (3) لما أتاه أبو أوفي بصدقته،

(١) وهي قراءة شبل عن ابن كثير وأبي عمرو وابن محيصن. راجع التبيان: ج ٥ ص ٢٨٤، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٣١٦.
(٢) قائله الفرزدق، وهو يذم صاحبا له ويصفه في الجفاء بأنه كذئب السوء. راجع ديوان الفرزدق: ج ٢ ص ٣٦٦.
(٣) انظر صحيح البخاري: ج ٢ ص ١٥٩ و ج 8 ص 90 و 96.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»