تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٩٦
أن يتطهروا) * روي: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لهم: إن الله عز وجل قد أثنى عليكم فماذا تفعلون في طهوركم؟ قالوا: نغسل أثر الغائط، فقال: أنزل الله فيكم: * (والله يحب المطهرين) * (1) أي: المتطهرين، ومحبتهم للتطهر: أنهم يؤثرونه ويحرصون عليه، ومحبة الله إياهم: أنه يرضى عنهم ويحسن إليهم كما يفعل المحب بمحبوبه.
وقرئ: * (أسس بنيانه) * و " أسس بنيانه " (2)، وفي الشواذ: " أسس بنيانه " على الإضافة (3)، وهو جمع أساس، والمعنى: أفمن أسس بنيان دينه * (على) * قاعدة محكمة وهي الحق الذي هو * (تقوى... الله) * ورضوانه * (خير أم من) * أسسه * (على) * قاعدة هي أضعف القواعد وأقلها بقاء وهو الباطل والنفاق الذي مثله مثل * (شفا جرف هار) * في قلة الثبات، والشفا: الشفير، وجرف الوادي: جانبه الذي يتحفر أصله بالماء وتجرفه السيول، والهار: الهائر الذي أشفي على السقوط والتهدم، ووزنه " فعل " قصر عن هائر كخلف عن خالف، ونظيره: شاك وصات من شائك وصائت، وألفه ليست بألف فاعل، وأصله هور وشوك وصوت، ولما جعل الجرف الهار مجازا عن الباطل قيل: * (فانهار به في نار جهنم) * والمعنى: فهوى به الباطل في نار جهنم، فكأن المبطل أسس بنيانا على شفير جهنم فطاح به إلى قعرها. * (ريبة) * أي: شكا في الدين ونفاقا، والمعنى: * (لا يزال) * هدم * (بنيانهم الذي) * بنوه سبب شك ونفاق * (في قلوبهم) * لا يضمحل أثره * (إلا أن تقطع) * أي:
تتقطع * (قلوبهم) * قطعا وتتفرق أجزاء، فحينئذ يسلون عنه، والريبة باقية فيها ما دامت سالمة، وقرئ: * (تقطع) * بالتخفيف (4) والتشديد، ويجوز أن يراد حقيقة

(١) التبيان للطوسي: ج ٥ ص ٣٠٠، مستدرك الحاكم: ج ١ ص ١٥٥.
(٢) وهي قراءة نافع وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٣١٨.
(٣) قرأه نصر بن عاصم. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص ٥٩.
(٤) قرأها جابر ونصر على ما حكاه عنهما ابن خالويه في شواذ القرآن: ص 60.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»