تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٨
* (يوم يرون) * منصوب بما دل عليه * (لا بشرى) * أي: يمنعون البشرى، و * (يومئذ) * تكرير، أو منصوب ب‍ " ذكر " أي: أذكر يوم * (يرون الملائكة) *، ثم ابتدأ * (لا بشرى يومئذ) *، وقوله: * (للمجرمين) * إما ظاهر في موضع مضمر، وإما لأنه عام، فقد تناولهم بعمومه * (حجرا محجورا) * منصوب بفعل ترك إظهاره، قال سيبويه: يقول الرجل للرجل: أتفعل كذا وكذا؟ فيقول: حجرا (1)، وهو من حجره:
إذا منعه. والمعنى: أسأل الله أن يحجر ذلك حجرا، ومجيئه على فعل أو فعل تصرف فيه لاختصاصه بموضع واحد، كما قيل: فديت وعمرك، قال: عوذ بربي منكم وحجر، وهذه كلمة كانوا يقولونها عند لقاء عدو أو هجوم نازلة يضعونها موضع الاستعاذة * (محجورا) * صفة ل‍ * (حجرا) * جاءت لتأكيد معناه، كما قالوا: موت مائت. والمعنى: أنهم يطلبون الملائكة، وإذا رأوهم يوم القيامة كرهوا لقاءهم وقالوا عند رؤيتهم ما كانوا يقولونه عند لقاء العدو الموتور، وقيل: هو من قول الملائكة (2)، ومعناه: حراما محرما عليكم الغفران والجنة أو البشرى، أي: جعل الله ذلك حراما عليكم.
* (وقدمنا إلى ما عملوا) * ليس هنا قدوم ولكن شبه حالهم وأعمالهم التي عملوها في كفرهم من صلة رحم وقري ضيف وإغاثة ملهوف وغيرها من المكارم بحال قوم عصوا ملكهم فقدم إلى أسبابهم وأملاكهم فأبطلها ولم يترك لها أثرا، والهباء: ما يخرج من الكوة مع ضوء الشمس، شبيه بالغبار * (منثورا) * صفة ل‍ * (هباء) * أي: منتشرا متناثرا.

(١) كتاب سيبويه: ج ١ ص ١٩٣.
(٢) قاله قتادة والضحاك ومجاهد وعطية العوفي والحسن وعطاء وعكرمة وخصيف. راجع التبيان: ج ٧ ص ٤٨٣، وتفسير الماوردي: ج 4 ص 141.
(٦٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 643 644 645 646 647 648 649 650 651 652 653 ... » »»