تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٤
أي: تعال فهذا زمانك. * (لا تدعوا) * أي: يقال لهم، أو: هم حري بأن يقال لهم ذلك وإن لم يكن هناك قول، أي: وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه بواحد، إنما هو ثبور كثير.
أي: وعدها المتقون * (لهم فيها ما يشاءون‍) * - ه، * (كانت لهم جزاء) * أي: كان ذلك مكتوبا في اللوح، أو: لأن موعد الله في تحققه كأنه قد كان، والضمير في * (كان) * ل‍ * (ما يشاءون) * أي: كان ذلك موعودا واجبا * (على ربك) * إنجازه، حقيقا بأن يسأل ويطلب لأنه ثواب مستحق، وقيل: * (مسؤولا) * يسأله الملائكة والناس في دعواتهم (1) * (ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم) * (2) * (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) * (3).
وقرئ: * (يحشرهم... فيقول) * كلاهما بالنون (4) والياء * (وما يعبدون) * يريدون معبودهم من الملائكة والإنس والأصنام إذا أنطقهم الله. والفائدة في * (أنتم) * و * (هم) * وإيلائهما حرف الاستفهام: أن السؤال إنما وقع عن متولي الفعل لا عن الفعل ووجوده، فقدم ليعلم أنه المسؤول عنه.
* (قالوا سبحانك) * أي: تنزيها لك عن الشريك، وهذا تعجب منهم مما قيل لهم لأنهم ملائكة وأنبياء معصومون، أو: قالوا سبحانك ليدلوا على أنهم المسبحون الموسومون بذلك * (ما كان) * يصح لنا ولا يستقيم أن نتولى أحدا دونك، فكيف يصح لنا أن نحمل غيرنا على أن يتولانا دونك؟ وقرئ: " نتخذ " (5)، وروي ذلك

(١) قاله محمد بن كعب القرظي. راجع المصدر السابق: ص ١٣٥.
(٢) غافر: ٨.
(٣) آل عمران: ١٩٤.
(٤) قرأه ابن عامر والحسن وطلحة. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٤٦٢، والبحر المحيط لأبي حيان: ج ٦ ص ٤٨٧.
(٥) قرأه أبو الدرداء وزيد بن علي (عليه السلام) والحسن وأبو جعفر والسلمي. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص ١٠٥، وتفسير القرطبي: ج ١٣ ص ١٠.
(٦٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 639 640 641 642 643 644 645 646 647 648 649 ... » »»