في قوله: * (لتسئلن يومئذ عن النعيم) * (1)، فقولك: " سأل به " مثل " اهتم به " و " اعتنى به "، و " سأل عنه " ك " فتش عنه " و " بحث عنه ". ويجوز أن يكون صلة * (خبيرا) * ويجعل * (خبيرا) * مفعول " سل "، والمعنى: فسل عنه رجلا عارفا يخبرك برحمته، أو: فسل رجلا خبيرا به وبرحمته، أو: فسل بسؤاله خبيرا، كما تقول:
رأيت به أسدا، أي: برؤيته، والمعنى: إن سألته وجدته خبيرا، أو تجعله حالا عن الهاء تريد: فسل عنه عالما بكل شئ. وقيل: الرحمن اسم من أسماء الله تعالى مذكور في الكتب المتقدمة، ولم يكونوا يعرفونه، فقيل له: سل بهذا الاسم من يخبرك به من أهل الكتاب (2).
* (وما الرحمن) * أنكروا إطلاق هذا الاسم على الله لأنه لم يكن مستعملا في كلامهم * (أنسجد لما تأمرنا) * أي: للذي * (تأمرنا) * بالسجود له؟ فحذف على ترتيب، وقرئ بالياء (3) أي: لما يأمرنا محمد (صلى الله عليه وآله)، ويأمرنا المسمى بالرحمن.
ويجوز أن تكون " ما " مصدرية أي: لأمرك لنا، وفي * (زادهم) * ضمير * (اسجدوا للرحمن) * لأنه هو المقول.
* (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا (61) وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا (62) وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما (63) والذين يبيتون لربهم سجدا وقيما (64) والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما (65) إنها ساءت مستقرا ومقاما (66) والذين إذا أنفقوا لم