تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦١٤
أم لا؟ ومنه قولهم: استأنست فلم أر أحدا، أي: استعلمت وتعرفت، ومنه قول النابغة:
على مستأنس وحد (1) وعن أبي أيوب الأنصاري: قلنا: يا رسول الله، ما الاستئناس؟ قال: " يتكلم الرجل بالتسبيحة والتحميدة والتكبيرة ويتنحنح، يؤذن أهل البيت، والتسليم:
أن يقول: السلام عليكم، أأدخل، ثلاث مرات. فإن أذن له وإلا رجع " (2).
* (ذا لكم) * الاستئذان والتسليم * (خير لكم) * من تحية الجاهلية وهو قولهم:
حييتم صباحا أو مساء، أو من الدخول بغير إذن * (لعلكم تذكرون) * أي: أنزل عليكم هذا إرادة أن تتعظوا وتعملوا بما أمرتم به في باب الاستئذان.
* (فإن لم تجدوا فيها أحدا) * من الآذنين * (فلا تدخلوها) * واصبروا حتى تجدوا من يأذن لكم، أو: إن لم تجدوا فيها أحدا من أهلها فلا تدخلوها إلا بإذن أهلها لأنه تصرف في ملك غيرك، فلابد أن يكون برضاه * (فارجعوا) * ولا تقفوا على الأبواب منتظرين، ولا تلحوا (3) في تسهيل الحجاب * (هو أزكى لكم) * الرجوع أطهر لكم، لما فيه من السلامة والبعد عن الريبة لكم، وأنفع لكم وأنمى خيرا، ثم أوعد المخاطبين بأنه * (عليم) * بما يأتون وما يذرون، فيجازي بحسب ذلك.
ثم استثنى من البيوت التي لا يجب على داخلها الاستئذان: ما ليس بمسكون

(1) كأن رحلي وقد زال النهار بنا * بذي الجليل على مستأنس وحد وهو من قصيدة نظمها في مدح النعمان بن المنذر، وفيه يصف حاله كحال المسافر يجد في السير بعد الزوال ليصل إلى منزل يجد فيه رفيقا مؤنسا وعلفا لدابته. ديوان النابغة: ص 21.
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن: ج 2 ص 1221 ح 3707.
(3) في نسخة: " تلجوا ".
(٦١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 619 ... » »»