تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٥
والسراب: ما يرى في الفلاة يسرب على وجه الأرض كأنه ماء يجري، والقيعة: بمعنى القاع أو جمع القاع، وهو المستوي من الأرض، شبه ما يعمله الكفار من الأعمال التي يحسبها نافعة عند الله بسراب، يراه من غلبه العطش فيحسبه ماء، فيأتيه فلا يجد ما يرتجيه * (ووجد الله) * عند عمله فجازاه على كفره، أو: وجد الله عنده بالمرصاد فأتم له جزاءه، وهذا في الظاهر خبر عن * (الظمآن) * وفي المعنى خبر عن الكفار، وفي معناه: * (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) * (1) * (عاملة ناصبة) * (2) * (يحسبون أنهم يحسنون صنعا) * (3).
والبحر اللجي: الكثير الماء، منسوب إلى اللج وهو معظم ماء البحر * (يغشه) * أي: يعلو ذلك البحر * (موج) * من فوق ذلك الموج * (موج من) * فوق الموج * (سحاب... ظلمات) * ظلمة البحر وظلمة الموج وظلمة السحاب * (إذا أخرج) * الواقع فيها * (يده لم يكد يربها) * مبالغة في: لم يرها، أي: لم يقرب أن يراها، وهذا تشبيه ثان لأعمالهم في خلوها عن نور الحق وظلمتها لبطلانها بظلمات متراكمة * (ومن لم يجعل الله له نورا) * بتوفيقه ولطفه فهو في ظلمة الباطل لا نور له. وقرئ: " سحاب ظلمات " على الإضافة (4)، و " سحاب " بالرفع والتنوين " ظلمات " بالجر (5) بدلا من * (ظلمات) * الأولى.
* (صفت) * يصففن أجنحتهن في الهواء، والضمير في * (علم) * ل‍ * (كل) * أو ل‍ * (الله) *، وكذلك في * (صلاته وتسبيحه) * كما ألهمها سائر العلوم الدقيقة التي لا يكاد العقلاء يهتدون إليها.

(١) الفرقان: ٢٣.
(٢) الغاشية: ٣.
(٣) الكهف: ١٠٤.
(٤) قرأه ابن محيصن والبزي عن ابن كثير. راجع تفسير القرطبي: ج ١٢ ص ٢٨٤.
(5) وهي قراءة قنبل. راجع المصدر السابق.
(٦٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 620 621 622 623 624 625 626 627 628 629 630 ... » »»