تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٩٠
* (يذهبا) * بهم لأنفسهم لقول موسى: * (فأرسل معنا بني إسرائيل) * (1).
* (فأجمعوا كيدكم) * أي: أزمعوه واجعلوه مجمعا عليه حتى لا تختلفوا، وهذا قول فرعون للسحرة أو قول بعض لبعض، وقرئ: " فاجمعوا " (2) ويعضده قوله:
* (فجمع كيده) *، * (ثم ائتوا صفا) * أي: مصطفين مجتمعين ليكون أشد لهيبتكم * (وقد أفلح اليوم من استعلى) * أي: فاز من غلب وعلا.
* (أن تلقى) * مرفوع بأنه خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر إلقاؤك أو إلقاؤنا، أو منصوب بفعل مضمر معناه: اختر أحد الأمرين، وهذا التخيير منهم حسن أدب وخفض جناح له.
* (فإذا حبالهم) *: * (إذا) * هذه للمفاجأة، والتقدير: * (فإذا حبالهم وعصيهم) * مخيلة * (إليه) * السعي، وقوله: * (أنها تسعى) * فاعل (3) (يخيل) * والضمير في * (إليه) * يرجع إلى * (موسى) * (عليه السلام)، وقيل: إلى * (فرعون) * (4)، وقرئ: " تخيل " بالتاء (5) على أن يكون مسندا إلى ضمير " الحبال " و " العصي "، ويكون * (أنها تسعى) * بدلا من الضمير وهو بدل الاشتمال، كقولك: أعجبني زيد علمه.
* (فأوجس في نفسه خيفة موسى (67) قلنا لا تخف إنك أنت الاعلى (68) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد سحر ولا يفلح الساحر حيث أتى (69) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى (70) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي

(١) الآية: ٤٧.
(٢) قرأه أبو عمرو. راجع الكشف عن وجوه القراءات للقيسي: ج ٢ ص ١٠٠.
(٣) كذا في النسخ، والظاهر هو نائب فاعل ل‍ * (يخيل) * المبني للمجهول.
(٤) حكاه الماوردي في تفسيره: ج ٣ ص ٤١٣.
(٥) وهي قراءة ابن عباس وأبي حياة وابن ذكوان وروح عن يعقوب. راجع تفسير القرطبي:
ج ١١ ص ٢٢٢
.
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 ... » »»