الشكل الذي يطابق الاستماع، وكذلك باقي الأعضاء وقيل: أعطى كل حيوان نظيره في الخلق والصورة أي: زوجه (1)، وقرئ: " خلقه " (2) أي: كل شئ خلقه الله لم يخله من عطائه وإنعامه.
* (ما بال القرون الأولى) * أي: ما حال الأمم الماضية في السعادة والشقاوة؟
فأجاب أن علم أحوالها مكتوب * (عند ربى في) * اللوح المحفوظ، لا يخطئ شيئا ولا ينساه، وقيل: لا يتركه حتى يجازيه (3) أي: * (لا يضل) * كما تضل أنت * (ولا ينسى) * كما تنسى يا مدعي الربوبية.
* (الذي جعل) * صفة ل * (ربى) * أو خبر مبتدأ محذوف * (مهدا) * أي: مهدها مهدا، أو يمهدونها فهي لهم كالمهد الذي يمهد للصبي، وقرئ: " مهادا " (4) أي:
فراشا وبساطا، و * (سلك لكم) * أي: حصل لكم * (فيها سبلا... فأخرجنا) *، انتقل فيه من لفظ الغيبة إلى لفظ المتكلم على طريقة الالتفات، ومثله قوله تعالى: * (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ) * (5) وفيه تخصيص بأنا نحن نقدر على مثل ذلك ولا يدخل تحت قدرة أحد * (أزواجا) * أصنافا، و * (شتى) * جمع شتيت، والنبات: مصدر سمي به النابت كما سمي بالنبت فاستوى فيه الواحد والجمع، يعني: أنها مختلفة النفع والطعم واللون والرائحة والشكل.
والمعنى: قائلين: * (كلوا وارعوا) * حال من الضمير في * (أخرجنا) * أي: مبيحين أكلها والانتفاع بها.