وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي (86)) * * (أن أسر بعبادي) * أي: سر بهم ليلا من أرض مصر، فاجعل * (لهم طريقا في البحر يبسا) * أي: يابسا، من قولهم: ضرب له في ماله سهما، أو ضرب اللبن أي:
عمله، وأصل اليبس مصدر * (لا تخف) * حال من الضمير في * (فاضرب) *، وقرئ:
" لا تخف " (1) على الجواب * (دركا) * هو اسم من الإدراك، أي: لا يدركك فرعون وجنوده ولا يلحقونك، وإذا قرئ: " لا تخف " بالجزم ففي * (لا تخشى) * وجهان: أن يكون مقطوعا من الأول أي: وأنت لا تخشى، وأن يكون الألف للإطلاق من أجل الفاصلة كقوله: * (فأضلونا السبيلا) * (2).
* (ما غشيهم) * من جوامع الكلم المستقلة بالمعاني الكثيرة مع قلتها، وفيه تفخيم للأمر، و * (ما هدى) * تهكم به لقوله: * (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) * (3).
* (يبني إسرائيل) * خطاب لهم بعد إنجائهم من البحر وإهلاك فرعون، أي: قلنا لبني إسرائيل أو للذين كانوا في عهد نبينا (صلى الله عليه وآله): من الله عليهم بما فعل بأسلافهم، وقرئ: " أنجيتكم... وواعدتكم... ورزقتكم " (4)، وقرئ: " وعدناكم " (5)، ذكرهم النعمة في نجاتهم وهلاك عدوهم وفيما وعد موسى (عليه السلام) من المناجاة ب * (جانب الطور) * وكتب التوراة في الألواح، ونسب المواعدة إليهم حيث كانت لنبيهم ولنقبائهم وإليهم رجعت منافعها التي بها قوام دينهم.
* (ولا تطغوا فيه) * أي: لا تتعدوا حدود الله تعالى * (فيحل عليكم غضبى) * أي: