لكنه لا يفعل، لما يعلمه من المصلحة.
* (أفلم يايئس) * أي: أفلم يعلم، وهي لغة قوم من النخع (1)، وقيل: إنما استعمل اليأس بمعنى العلم لتضمنه معناه، لأن اليائس عن الشئ عالم بأنه لا يكون، كما استعمل الرجاء بمعنى الخوف لذلك (2)، ويدل عليه أن أهل البيت (عليهم السلام) وابن عباس وجماعة من الصحابة والتابعين قرأوا: " أفلم يتبين " (3) وهو تفسير * (أفلم يايئس) *، ويجوز أن يكون المعنى: أولم يقنط عن إيمان هؤلاء الكفار * (الذين آمنوا) * ب * (أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا) * ولهداهم * (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا) * من كفرهم وسوء أفعالهم * (قارعة) * أي: داهية تقرعهم من صنوف المصائب في نفوسهم وأموالهم * (أو تحل) * القارعة * (قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله) * وهو موتهم أو القيامة، وقيل: المراد بالقارعة: سرايا النبي (صلى الله عليه وآله) التي كان يبعثها إليهم فتغير حول مكة وتختطف منهم (4)، أو: تحل أنت يا محمد بجيشك قريبا من دارهم كما حل بالحديبية (5) حتى يأتي وعد الله وهو فتح مكة، لأنه سبحانه وعده ذلك.