تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٣
لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد (31) ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب (32) أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبونه بما لا يعلم في الأرض أم بظهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فماله من هاد (33) لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق ومالهم من الله من واق (34)) * جواب * (لو) * محذوف، والمعنى: * (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) * عن مقارها، وزعزعت عن أماكنها * (أو قطعت به الأرض) * حتى تتصدع وتشقق قطعا، وقيل: معناه: شققت فجعلت أنهارا وعيونا (1) * (أو كلم به الموتى) * فتسمع وتجيب لكان هذا القرآن لعظم قدره وجلالة أمره، وقيل: لما آمنوا به (2)، كقوله:
* (ولو أننا نزلنا...) * الآية (3). وعن الفراء (4): أنه يتعلق بما قبله، والمعنى: وهم يكفرون بالرحمن ولو أن قرآنا سيرت به الجبال، وما بينهما اعتراض (5) * (بل لله الامر جميعا) * بل لله القدرة على كل شئ، وهو قادر على الآيات التي اقترحوها

(١) حكاه البغوي في تفسيره: ج ٣ ص ١٩.
(٢) وهو قول الزجاج في معاني القرآن: ج ٣ ص ١٤٨.
(٣) الأنعام: ١١١.
(٤) هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الأسلمي الكوفي، كان فقيها عالما بأيام العرب وأخبارها وأشعارها، عارفا بالطب والنجوم، متكلما فيلسوفا، وكان قد أخذ النحو من الكسائي، ولد بالكوفة وانتقل إلى بغداد في أيام المأمون العباسي واتصل به، ألف كثيرا من المصنفات، توفي عام ٢٠٧ ه‍ في طريق مكة عن عمر يناهز الثلاث وستون سنة. انظر وفيات الأعيان لابن خلكان: ج ٥ ص ٢٢٥.
(٥) معاني القرآن: ج 2 ص 63.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»