تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٦
آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه ادعوا وإليه مآب (36) وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا واق (37)) * * (مثل الجنة) * صفتها التي هي في غرابة المثل، وهو مبتدأ محذوف الخبر عند سيبويه (1)، أي: فيما نقص عليكم مثل الجنة، وعند غيره (2) الخبر: * (تجري من تحتها الأنهار) * كما تقول: صفة زيد أسمر، وعن الزجاج: معناه: مثل الجنة جنة تجري من تحتها الأنهار، على حذف الموصوف تمثيلا لما غاب عنا بما نشاهد (3) * (أكلها دائم) * كقوله: * (لا مقطوعة ولا ممنوعة) * (4)، * (وظلها) * دائم لا ينسخ كما ينسخ في الدنيا بالشمس.
* (والذين آتيناهم الكتاب) * وهم: عبد الله بن سلام (5) وكعب (6) وأصحابهما ومن أسلم من النصارى وهم ثمانون رجلا: أربعون بنجران واثنان وثلاثون بأرض الحبشة وثمانية باليمن * (يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب) *

(١) انظر كتاب سيبويه: ج ١ ص ١٤٣.
(٢) كالفراء في معاني القرآن: ج ٢ ص ٦٥.
(٣) معاني القرآن: ج ٣ ص ١٥٠.
(٤) الواقعة: ٣٣.
(٥) هو عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، ثم الأنصاري، كان اسمه في الجاهلية:
الحصين، فلما أسلم سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعبد الله، وهو أحد الأحبار أسلم عند قدوم النبي (صلى الله عليه وآله) المدينة، توفي فيها سنة ٤٣ ه‍ أيام معاوية. انظر أسد الغابة: ج ٣ ص ١٧٦.
(6) كذا ذكره غيره من أعلام التفسير كالزمخشري، ولعله ايراده ل‍ " كعب " من باب التمثيل من قبيل القضايا الحقيقية التي لا يعتبر فيها وجود الموضوع خارجا، أو هو من سهو القلم، وإلا فالمعروف عن كعب هذا وهو من كبار علماء اليهود في اليمن في الجاهلية، أنه أدرك النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يره، وكان إسلامه في خلافة أبي بكر أو عمر، ووفاته في خلافة عثمان سنة 33 ه‍، وهذا يعني ان إسلامه جاء متأخرا عن وقت نزول هذه الآية، إذ لم نجد ممن أسلم قبل نزول هذه الآية وكان يهوديا واسمه كعبا على ما تشهد به كتب السير والتواريخ. راجع على سبيل المثال: أسد الغابة للجزري: ج 4 ص 249، وتهذيب التهذيب لابن حجر: ج 8 ص 438.
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 271 272 ... » »»