وحرم وحرام، قال الشاعر:
مررنا فقلنا: إيه سلم فسلمت * كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح (1) * (فما لبث أن جاء بعجل) * أي: فما لبث في المجئ بل عجل فيه، أو فما لبث مجيئه، والحنيذ: المشوي بالحجارة المحماة في أخدود من الأرض، وقيل: هو المشوي يقطر دسمه (2)، ويدل عليه قوله: * (بعجل سمين) * (3). * (فلما رأى) * إبراهيم أيدي الملائكة * (لا تصل) * إلى العجل الحنيذ، أنكرهم، يقال: نكره وأنكره واستنكره بمعنى، وإنما أنكرهم، لأنه خاف أن يكونوا نزلوا لأمر أنكره الله من قومه، ولذلك * (قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط) *، * (وأوجس) * أي: أضمر * (منهم) * خوفا.
* (وامرأته قائمة) * وراء الستر تسمع تحاورهم، وقيل: كانت قائمة تخدمهم (4) * (فضحكت) * سرورا بزوال الخيفة، أو بهلاك أهل الخبائث، وقيل:
* (فضحكت) * حاضت (5) (6)، وهي سارة، وكانت ابنة عم إبراهيم * (فبشرناها بإسحق) * بنبي بين نبيين، والوراء: ولد الولد، وقرئ: * (يعقوب) * بالنصب، كأنه قال: ووهبنا لها إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، على طريقة قوله:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة * ولا ناعب إلا بشؤم غرابها (7)