الطلبتين (1) معا، لأن رأس المال كان هو الهدى فلم يبق لهم، ولم يصيبوا الربح لأن الضال خاسر.
* (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمت لا يبصرون) * (17) ثم زاد سبحانه في الكشف عن حالهم بضرب المثل، فقال: * (مثلهم) * أي:
حالهم كحال * (الذي استوقد نارا) *، وضع " الذي " موضع " الذين "، كقوله سبحانه: * (وخضتم كالذي خاضوا) * (2)، أو قصد جنس المستوقدين، أو أراد الجمع الذي استوقد نارا، على أن المنافقين لم تشبه ذواتهم بذات المستوقد، بل شبهت قصتهم بقصة المستوقد، فلا يلزم تشبيه الجماعة بالواحد، واستوقد: طلب الوقود، والوقود: سطوع النار وارتفاع لهبها، والإضاءة: فرط الإنارة، وهي متعدية في الآية، ويحتمل أن تكون غير متعدية مسندة إلى * (ما حوله) * والتأنيث للحمل على المعنى، لأن ما حول المستوقد أشياء وأماكن.
وجواب " لما ": * (ذهب الله بنورهم) *، ويجوز أن يكون محذوفا، لطول الكلام وأمن الالتباس، كأنه قيل: * (فلما أضاءت ما حوله) * خمدت فبقوا متحيرين متحسرين على فوت الضوء، وعلى هذا فيكون * (ذهب الله بنورهم) * كلاما مستأنفا، كأنهم لما شبهت حالهم بحال المستوقد اعترض سائل فقال: ما بالهم قد اشبهت حالهم حال هذا المستوقد؟ فقيل له: * (ذهب الله بنورهم) *، ويجوز أن يكون قوله: * (ذهب الله بنورهم) * بدلا من جملة التمثيل على سبيل البيان.