تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٠٣
دارسين للعلم، وقرئ: * (تعلمون) * من التعليم، وقرئ: * (ولا يأمركم) * بالنصب عطفا على * (ثم يقول) * وفيه وجهان: أحدهما: أن يجعل * (لا) * مزيدة لتأكيد معنى النفي في قوله: * (ما كان) * أي: ما كان * (لبشر) * أن يستنبئه الله ويجعله داعيا إلى الله وإلى إخلاص العبادة له وترك الأنداد ثم يأمر الناس بأن يكونوا عبادا له ويأمركم * (أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) *، والثاني: أن يجعل * (لا) * غير مزيدة، والمعنى: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ينهى قريشا عن عبادة الملائكة، وينهى اليهود والنصارى عن عبادة عزير والمسيح، فلما قالوا له: أنتخذك ربا، قيل لهم: ما كان لبشر أن يستنبئه الله ثم يأمر الناس بعبادته وينهاهم عن عبادة الملائكة والأنبياء، والقراءة بالرفع على ابتداء الكلام أظهر (1)، وينصرها قراءة عبد الله " ولن يأمركم " (2)، والضمير في * (لا يأمركم) * و * (أيأمركم) * للبشر، وقيل: لله (3)، والهمزة في * (أيأمركم) * للإنكار (4)، والمعنى: أن الله تعالى إنما يبعث النبي ليدعو الناس إلى الإيمان فكيف يدعو النبي المسلمين إلى الكفر؟!
* (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين (81) فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) * (82)

(١) انظر تفصيل ذلك في الفريد في اعراب القرآن المجيد للهمداني: ج ١ ص ٥٩٢.
(٢) حكاه عنه الزمخشري في كشافه: ج ١ ص ٣٧٨، والهمداني في فريده: ج ١ ص ٥٩٢.
(٣) قاله سيبويه والزجاج ومكي. راجع معاني القرآن وإعرابه: ج ١ ص ٤٣٦، والكشف عن وجوه القراءات السبع: ج ١ ص ٣٥١، وتفسير القرطبي: ج ٤ ص ١٢٣.
(٤) انظر الكشاف: ج ١ ص ٣٧٨، والفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 1 ص 593.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»