تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٠٠
ووجه آخر: وهو أن يكون * (هدى الله) * بدلا من * (الهدى) *، و * (أن يؤتى أحد) * خبر * (إن) * والمعنى: قل: إن هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم * (أو يحاجوكم) * حتى يحاجوكم * (عند ربكم) * فيقرعوا باطلكم بحقهم ويدحضوا حجتكم.
ووجه آخر: وهو أن يتعلق الكلامان ب‍ * (قل) * والمعنى: قل لهم هذين القولين أي: أكد عليهم أن الهدى هدى الله وهو ما فعله من إيتاء الكتاب غيركم وأنكر عليهم أن يكيدوا بما كادوا به، كأنه قيل: قل: * (إن الهدى هدى الله) * وقل: ألان يؤتى أحد مثل ما أوتيتم قلتم ما قلتم وكدتم ما كدتم؟ وفي هذه الآيات معجزة ظاهرة (1) لنبينا (عليه السلام) حيث أخبرهم عن سرائرهم.
* (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأمين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (75) بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين) * (76) سورة آل عمران / 76 - 78 * (إلا ما دمت عليه قائما) * معناه: إلا مدة دوامك عليه يا صاحب الحق قائما على رأسه تطالبه بالعنف * (ذلك) * إشارة إلى ترك الأداء الذي دل عليه * (لا يؤده إليك) * ومعناه: أن تركهم أداء الحقوق بسبب قولهم: * (ليس علينا في الأمين سبيل) * أي: ليس علينا عقاب ولا ذم في شأن الأميين الذين ليسوا على ديننا، وكانوا يستحلون ظلم من خالفهم ويقولون: لم تجعل لهم في كتابنا حرمة * (ويقولون على الله الكذب) * بادعائهم أن ذلك في كتابهم * (وهم يعلمون) * أنهم

(1) في بعض النسخ: باهرة.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»