تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٩٤
النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المباهلة قالوا: حتى نرجع وننظر، فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم: يا عبد المسيح ما ترى؟ قال: والله لقد عرفتم أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، فإن أبيتم إلا إلف دينكم فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، وذلك بعد أن غدا النبي (صلى الله عليه وآله) آخذا بيد علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهما السلام) بين يديه وفاطمة (عليها السلام) خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم أبو حارثة، فقال الأسقف: إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا:
يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك، فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أن يؤدوا إليه كل عام ألفي حلة: ألف في صفر وألف في رجب، وعلى عارية ثلاثين درعا وعارية ثلاثين فرسا وثلاثين رمحا إن وقع كيد باليمن، وقال: والذي نفسي (1) بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا (2).
وفي هذه الآية أوضح دلالة على فضل أصحاب الكساء (عليهم السلام) وعلو درجتهم وبلوغ مرتبتهم في الكمال إلى حد لا يدانيهم أحد من الخلق.
سورة آل عمران / 62 - 64 * (إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم (62) فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين (63) قل يا أهل

(1) في نسخة: نفس محمد.
(2) انظر أسباب النزول للواحدي: ص 90 - 91، والكشاف: ج 1 ص 369.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»