خاطب نفسه، كقول الأعشى (1):
ودع هريرة إن الركب مرتحل (2) * (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم) * (260) سورة البقرة / 260 * (رب أرني) * أي: بصرني * (كيف تحى الموتى) *، * (قال أولم تؤمن) * قال له ذلك سبحانه وقد علم أنه أثبت الناس إيمانا، ليجيب بما أجاب به لما فيه من الفائدة للسامعين، وهذا ألف استفهام المراد به التقرير * (قال بلى) * هو إيجاب بعد النفي معناه: بلى آمنت * (ولكن ليطمئن قلبي) * ليزيد سكونا وطمأنينة بأن يضام العلم الضروري العلم الاستدلالي، وتظاهر الأدلة أزيد للبصيرة واليقين، وأراد بطمأنينة القلب: العلم الذي لا مجال فيه للشك، واللام تعلقت بمحذوف تقديره:
سألت ذلك ليطمئن قلبي * (قال فخذ أربعة من الطير) * طاووسا وديكا وغرابا