تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٥٨
الشهادة مع علمهم بها، والآخر: لا أحد أظلم منا لو كتمنا هذه الشهادة فنحن لا نكتمها، و " من " في قوله: * (من الله) * مثلها في قولك: هذه شهادة مني لفلان إذا شهدت له، ومثله * (براءة من الله) * (1).
* (سيقول السفهاء من الناس ما وليهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صرا ط مستقيم) * (142) * (سيقول) * أي: سوف يقول الجهال الخفاف الأحلام وهم اليهود، لكراهتهم التوجه إلى الكعبة * (ما وليهم عن قبلتهم) * ما صرفهم عن بيت المقدس الذي كان قبلتهم يتوجهون إليها في صلاتهم، وقيل: هم المنافقون قالوا ذلك لحرصهم على الاستهزاء بالإسلام (2)، وقيل: هم المشركون قالوا: رغب عن قبلة (3) آبائه ثم رجع إليها، وليرجعن إلى دينهم (4) * (قل لله المشرق والمغرب) * أي: بلاد المشرق والمغرب * (يهدى من يشاء) * من أهلها * (إلى صرا ط مستقيم) * وهو ما توجبه الحكمة والصلاح من توجيههم تارة إلى بيت المقدس وأخرى إلى الكعبة.
سورة البقرة / 143 * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمنكم إن الله بالناس لرءوف رحيم) * (143) * (وكذلك) * أي: ومثل ذلك الجعل العجيب والإنعام بالهداية * (جعلناكم أمة

(١) التوبة: ١.
(٢) قائل ذلك السدي. راجع تفسير الماوردي: ج ١ ص ١٩٧.
(٣) في بعض النسخ: ملة.
(٤) حكاه الزجاج في معاني القرآن: ج 1 ص 218، والماوردي في تفسيره: ج 1 ص 197.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»