تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٣٤
* (واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشيطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هروت ومروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الآخرة من خلق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) * (102) سورة البقرة / 103 المعنى: أن هذا الفريق المذكور من اليهود نبذوا كتاب الله * (واتبعوا ما تتلوا الشيطين) * أي: واتبعوا كتب السحر التي كانت تقرأها الشياطين على عهد ملك سليمان وفي زمانه، وكانوا يقولون: هذا علم سليمان، وبه يسخر الجن والإنس والريح * (وما كفر سليمان) * هذا تكذيب للشياطين ودفع لما بهتوه به من العمل بالسحر وسماه كفرا * (ولكن الشيطين) * هم الذين * (كفروا) * باستعمال السحر وتدوينه في كتب يقرؤونها ويعلمونها * (الناس) * يقصدون بذلك إغواءهم * (وما أنزل على الملكين) * (1)، قيل: هو عطف على * (ما تتلوا) * أي: واتبعوا ما أنزل على الملكين (2)، * (ببابل هروت ومروت) * (3) عطف بيان للملكين علمان لهما، والذي أنزل عليهما علم السحر ابتلاء من الله للناس، من تعلمه منهم وعمل به كان

(١) في نسخة زيادة: عطف على السحر، أي يعلمونهم ما انزل على الملكين و.
(٢) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج ١ ص ١٨٣.
(٣) بابل بكسر الباء: اسم ناحية الكوفة والحلة، وقيل: بابل العراق، وقيل: أول من سكنها نوح (عليه السلام)، وهو أول من عمرها، وكان قد نزلها بعقب الطوفان، فسار هو ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدفء فأقاموا بها وتناسلوا فيها وكثروا من بعد نوح (عليه السلام). (معجم البلدان:
ج ١ ص ٤٤٧
).
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»