عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) * (105) * (من) * الأولى للبيان، لأن * (الذين كفروا) * جنس تحته نوعان: * (أهل الكتاب) * والمشركون، والثانية مزيدة للاستغراق، والثالثة لابتداء الغاية. والخير:
الوحي، وكذلك الرحمة كقوله: * (أهم يقسمون رحمت ربك) * (1) والمعنى: أن اليهود والمشركين يرون أنفسهم أحق بالوحي فيحسدونكم، وما يحبون * (أن ينزل عليكم) * شئ من الوحي * (والله يختص) * بالنبوة * (من يشاء) * ولا يشاء إلا ما تقتضيه الحكمة * (والله ذو الفضل العظيم) * إيذان بأن إيتاء النبوة من الفضل العظيم، كقوله: * (إن فضله كان عليك كبيرا) * (2).
* (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير (106) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض ومالكم من دون الله من ولى ولا نصير) * (107) نسخ الآية: إزالتها بإبدال أخرى مكانها، وإنساخها: الأمر بنسخها، ونسؤها:
تأخيرها وإذهابها لا إلى بدل، وإنساؤها: أن يذهب بحفظها عن القلوب، والمعنى:
أن كل * (آية) * نذهب بها على ما توجبه الحكمة وتقتضيه المصلحة من إزالة لفظها وحكمها معا، أو من إزالة أحدهما إلى بدل، أولا إلى بدل * (نأت بخير منها) * للعباد، أي: بآية العمل بها أحوز للثواب * (أو مثلها) * في ذلك الثواب * (ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير) * فهو يقدر على الخير وما هو خير منه وعلى مثله في ذلك و * (أن الله له ملك السماوات والأرض) * فهو يملك تدبيركم ويجريه على حسب