تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ١٣٨
مصالحكم، وهو أعلم بما يتعبدكم (1) به من ناسخ ومنسوخ * (ومالكم) * سوى * (الله من ولى) * يقوم بأموركم * (ولا نصير) * أي: ناصر ينصركم.
* (أم تريدون أن تسلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالأيمن فقد ضل سواء السبيل) * (108) لما بين سبحانه أنه مدبر أمورهم أراد أن يوصيهم بالثقة به فيما هو أصلح لهم مما يتعبدهم به، وأن لا يقترحوا على رسولهم ما اقترحته آباء اليهود على موسى من الأشياء التي كانت عقباها وبالا عليهم، كقولهم: * (أرنا الله جهرة) * (2) وغير ذلك * (ومن يتبدل الكفر بالأيمن) * بأن ترك الثقة بالآيات وشك فيها واقترح غيرها * (فقد ضل سواء السبيل) * أي: ذهب عن قصد الطريق واستقامته.
* (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير) * (109) سورة البقرة / 110 - 112 معناه: تمنى * (كثير من أهل الكتاب) * كحي بن أخطب وكعب بن الأشرف وأمثالهما * (لو يردونكم) * على معنى: أن يردوكم يا معشر المؤمنين، أي: يرجعوكم * (من بعد إيمنكم كفارا حسدا) * منهم لكم بما أعد الله لكم من الثواب والفضل، وانتصب * (حسدا) * بأنه مفعول له، وتعلق قوله: * (من عند أنفسهم) * ب‍ * (ود) * أي:
ودوا ذلك وتمنوه من قبل أنفسهم وشهواتهم لا من قبل الميل مع الحق، لأنهم ودوا ذلك * (من بعد ما تبين لهم) * أنكم على * (الحق) * فكيف يكون تمنيهم من قبل الحق؟! ويجوز أن يتعلق ب‍ * (حسدا) * أي: حسدا من أصل نفوسهم فيكون

(١) في نسخة: يتعبد.
(٢) النساء: ١٥٣.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»