____________________
عنده قال: يضمن البيضة ولا يرد الفرخ لأنه خلق آخر سوى البيضة (فتبارك الله) تعالى أمره في قدرته وعلمه (أحسن الخالقين) أي أحسن المقدرين تقديرا، فترك ذكر المميز لدلالة الخالقين عليه، ونحوه: طرح المأذون فيه في قوله - أذن الذين يقاتلون - لدلالة الصلة. وروى عن عمر رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ قوله - خلقا آخر - قال - فتبارك الله أحسن الخالقين - " وروى " أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فنطق بذلك قبل إملائه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب هكذا نزلت، فقال عبد الله إن كان محمد نبيا يوحى إليه فأنا نبي يوحى إلى، فلحق بمكة كافرا ثم أسلم يوم الفتح ". قرأ ابن أبي عبلة وابن محيصن لمائتون، والفرق بين الميت والمائت أن الميت كالحي صفة ثابتة، وأما المائت فيدل على الحدوث، تقول:
زيد مائت الان ومائت غدا كقولك يموت، ونحوهم ضيق وضائق في قوله تعالى - وضائق به صدرك - جعل الإماتة التي هي إعدام الحياة والبعث الذي هو إعادة ما يفنيه ويعدمه دليلين أيضا على اقتدار عظيم بعد الانشاء والاختراع. فإن قلت: فإذا لا حياة إلا حياة الانشاء وحياة البعث. قلت: ليس في ذكر الحياتين نفى الثالثة وهى حياة القبر كما لو ذكرت ثلثي ما عندك وطويت ذكر ثلثه لم يكن دليلا على أن الثلث ليس عندك وأيضا فالغرض ذكر هذه الأجناس الثلاثة: الانشاء والإماتة والإعادة، والمطوى ذكرها من جنس الإعادة. الطرائق: السماوات لأنه طورق بعضها فوق بعض كمطارقة النعل، وكل شئ فوقه مثله فهو طريقة، أو لأنها طرق الملائكة ومتقلباتهم.
وقيل الأفلاك لأنها طرائق الكواكب فيها مسيرها. أراد بالخلق السماوات كأنه قال: خلقناها فوقهم (وما كنا) عنها (غافلين) عن حفظها وإمساكها أن تقع فوقهم بقدرتنا، أو أراد به الناس وأنه إنما خلقها فوقهم ليفتح عليهم الأرزاق والبكرات منها وينفعهم بأنواع منافعها وما كان غافلا عنهم وما يصلحهم (بقدر) بتقدير يسلمون معه من المضرة ويصلون إلى المنفعة، أو بمقدار ما علمناه من حاجاتهم ومصالحهم (فأسكناه في الأرض) كقوله - فسلكه ينابيع في الأرض - وقيل جعلناه ثابتا في الأرض، وقيل إنها خمسة أنهار: سيحون نهر الهند، وجيحون نهر بلخ، ودجلة والفرات نهر العراق، والنيل نهر مصر، أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة فاستو دعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منفاع للناس في أصناف معايشهم. وكما قدر على إنزاله فهو قادر على رفعه وإزالته، وقوله (على ذهاب به) من أوقع النكرات وأحزها للمفصل، والمعنى على وجه من وجوه الذهاب به وطريق من طرقه وفيه إيذان باقتدار المذهب وأنه لا يتعايا عليه شئ إذا أراده، وهو أبلغ في الايعاد من قوله - قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين - فعلى العباد أن يستعظموا النعمة في الماء ويقيدوها بالشكر الدائم ويخافوا نفارها إذا لم تشكر. خص هذه الأنواع الثلاثة لأنها أكرم الشجر وأفضلها وأجمعها للمنافع
زيد مائت الان ومائت غدا كقولك يموت، ونحوهم ضيق وضائق في قوله تعالى - وضائق به صدرك - جعل الإماتة التي هي إعدام الحياة والبعث الذي هو إعادة ما يفنيه ويعدمه دليلين أيضا على اقتدار عظيم بعد الانشاء والاختراع. فإن قلت: فإذا لا حياة إلا حياة الانشاء وحياة البعث. قلت: ليس في ذكر الحياتين نفى الثالثة وهى حياة القبر كما لو ذكرت ثلثي ما عندك وطويت ذكر ثلثه لم يكن دليلا على أن الثلث ليس عندك وأيضا فالغرض ذكر هذه الأجناس الثلاثة: الانشاء والإماتة والإعادة، والمطوى ذكرها من جنس الإعادة. الطرائق: السماوات لأنه طورق بعضها فوق بعض كمطارقة النعل، وكل شئ فوقه مثله فهو طريقة، أو لأنها طرق الملائكة ومتقلباتهم.
وقيل الأفلاك لأنها طرائق الكواكب فيها مسيرها. أراد بالخلق السماوات كأنه قال: خلقناها فوقهم (وما كنا) عنها (غافلين) عن حفظها وإمساكها أن تقع فوقهم بقدرتنا، أو أراد به الناس وأنه إنما خلقها فوقهم ليفتح عليهم الأرزاق والبكرات منها وينفعهم بأنواع منافعها وما كان غافلا عنهم وما يصلحهم (بقدر) بتقدير يسلمون معه من المضرة ويصلون إلى المنفعة، أو بمقدار ما علمناه من حاجاتهم ومصالحهم (فأسكناه في الأرض) كقوله - فسلكه ينابيع في الأرض - وقيل جعلناه ثابتا في الأرض، وقيل إنها خمسة أنهار: سيحون نهر الهند، وجيحون نهر بلخ، ودجلة والفرات نهر العراق، والنيل نهر مصر، أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة فاستو دعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منفاع للناس في أصناف معايشهم. وكما قدر على إنزاله فهو قادر على رفعه وإزالته، وقوله (على ذهاب به) من أوقع النكرات وأحزها للمفصل، والمعنى على وجه من وجوه الذهاب به وطريق من طرقه وفيه إيذان باقتدار المذهب وأنه لا يتعايا عليه شئ إذا أراده، وهو أبلغ في الايعاد من قوله - قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين - فعلى العباد أن يستعظموا النعمة في الماء ويقيدوها بالشكر الدائم ويخافوا نفارها إذا لم تشكر. خص هذه الأنواع الثلاثة لأنها أكرم الشجر وأفضلها وأجمعها للمنافع