الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٢٤
هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.
(سورة المؤمنون مكية. وهى مائة وتسع عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
بأدنى ملابسة واختصاص، فلما كان الجهاد مختصا بالله من حيث أنه مفعول لوجهه ومن أجله صحت إضافته إليه، ويجوز أن يتسع في الظرف كقوله * ويوم شهدناه سليما وعامرا * (اجتباكم) اختاركم لدينه ولنصرته (وما جعل عليكم في الدين من حرج) فتح باب التوبة للمجرمين وفسح بأنواع الرخص والكفارات والديات والأروش نحوه قوله تعالى - يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر - وأمة محمد صلى الله عليه وسلم هي الأمة المرحومة الموسومة بذلك في الكتب المتقدمة. نصب الملة بمضمون ما تقدمها كأنه قيل: وسع دينكم توسعة ملة أبيكم، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، أو على الاختصاص: أي أعني بالدين ملة أبيكم كقولك الحمد لله الحميد. فإن قلت: لم يكن (إبراهيم) أبا للأمة كلها. قلت: هو أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبا لامته لان أمة الرسول في حكم أولاده (هو) يرجع إلى الله تعالى، وقيل إلى إبراهيم، ويشهد للقول الأول قراءة أبى ابن كعب الله سماكم (من قيل وفى هذا) أي من قبل القرآن في سائر الكتب وفي القرآن: أي فضلكم على الأمم وسماكم بهذا الاسلام الأكرم (ليكون الرسول شهيد عليكم) أنه قد بلغكم (وتكونوا شهداء على الناس) بأن الرسل قد بلغتهم. وإذ خصكم بهذه الكرامة والأثرة فاعبده وثقوا به ولا تطلبوا النصرة والولاية إلا منه قهو خير مولى وناصر. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الحج أعطى من الاجر كحجة حجها وعمرة اعتمرها بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقى ".
سورة المؤمنون مكية. وهى مائة وتسع عشرة آية، وثماني عشرة عند الكوفيين (بسم الله الرحمن الرحيم)
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»