إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم. قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين. إن هذا إلا خلق الأولين. وما نحن بمعذبين. فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم. كذبت ثمود المرسلين. إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون. إني لكم رسول أمين. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين. أتتركون
____________________
والمصانع: مآخذ الماء، وقيل القصور المشيدة والحصون (لعلكم تخلدون) ترجون الخلود في الدنيا أو تشبه حالكم حال من يخلد، وفى حرف أبى كأنكم، وقرئ تخلدون بضم التاء مخففا ومشددا (وإذا بطشتم) بسوط أو سيف.
كان ذلك ظلما وعلوا. وقيل الجبار الذي يقتل ويضرب على الغضب. وعن الحسن: تبادرون تعجيل العذاب لا تتثبتون متفكرين في العواقب. بالغ في تنبيههم على نعم الله حيث أجملها ثم فصلها متشهدا بعلمهم، وذلك أنه أيقظهم عن سنة غفلتهم عنها حين قال (أمدكم بما تعلمون) ثم عددها عليهم وعرفهم المنعم بتعديد ما يعلمون من نعمته وأنه كما قدر أن يتفضل عليكم بهذه النعمة فهو قادر على على الثواب والعقاب فاتقوه، ونحوه قوله تعالى - ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد - فإن قلت: كيف قرن البنين بالأنعام؟ قلت: هم الذين يعينونهم على حفظها والقيام عليها: فإن قلت: لو قيل (أو عظت) أم لم تعظ كان أخصر والمعنى واحد. قلت: ليس المعنى بواحد وبينهما فرق، لأن المراد سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ أم لم تكن أصلا من أهله ومباشريه فهو أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه من قولك أم لم تعظ. من قرأ خلق الأولين بالفتح فمعناه: أن ما جئت به اختلاق الأولين وتخرصهم كما قالوا أساطير الأولين، أو ما خلقنا هذا إلا خلق القرون الخالية نحيا كما حيوا ونموت كما ماتوا ولا بعث ولا حساب. ومن قرأ خلق بضمتين وبواحدة فمعناه: ما هذا الذي نحن عليه من الدين إلا خلق الأولين وعادتهم، كانوا يدينونه ويعتقدونه ونحن بهم مقتدون، أو ما هذا الذي نحن عليه من الحياة والموت إلا عادة لم يزل عليها الناس في قديم الدهر، أو ما هذا الذي جئت به من الكذب إلا عادة الأولين كانوا يلفقون مثله ويسطرونه (أتتركون) يجوز أن يكون إنكارا لأن يتركوا مخلدين في نعيمهم لا يزالون عنه، وأن يكون تذكيرا بالنعمة
كان ذلك ظلما وعلوا. وقيل الجبار الذي يقتل ويضرب على الغضب. وعن الحسن: تبادرون تعجيل العذاب لا تتثبتون متفكرين في العواقب. بالغ في تنبيههم على نعم الله حيث أجملها ثم فصلها متشهدا بعلمهم، وذلك أنه أيقظهم عن سنة غفلتهم عنها حين قال (أمدكم بما تعلمون) ثم عددها عليهم وعرفهم المنعم بتعديد ما يعلمون من نعمته وأنه كما قدر أن يتفضل عليكم بهذه النعمة فهو قادر على على الثواب والعقاب فاتقوه، ونحوه قوله تعالى - ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد - فإن قلت: كيف قرن البنين بالأنعام؟ قلت: هم الذين يعينونهم على حفظها والقيام عليها: فإن قلت: لو قيل (أو عظت) أم لم تعظ كان أخصر والمعنى واحد. قلت: ليس المعنى بواحد وبينهما فرق، لأن المراد سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ أم لم تكن أصلا من أهله ومباشريه فهو أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه من قولك أم لم تعظ. من قرأ خلق الأولين بالفتح فمعناه: أن ما جئت به اختلاق الأولين وتخرصهم كما قالوا أساطير الأولين، أو ما خلقنا هذا إلا خلق القرون الخالية نحيا كما حيوا ونموت كما ماتوا ولا بعث ولا حساب. ومن قرأ خلق بضمتين وبواحدة فمعناه: ما هذا الذي نحن عليه من الدين إلا خلق الأولين وعادتهم، كانوا يدينونه ويعتقدونه ونحن بهم مقتدون، أو ما هذا الذي نحن عليه من الحياة والموت إلا عادة لم يزل عليها الناس في قديم الدهر، أو ما هذا الذي جئت به من الكذب إلا عادة الأولين كانوا يلفقون مثله ويسطرونه (أتتركون) يجوز أن يكون إنكارا لأن يتركوا مخلدين في نعيمهم لا يزالون عنه، وأن يكون تذكيرا بالنعمة