الحاشية على الكشاف - الشريف الجرجاني - الصفحة ٢٥٨
وقوله (آنق شئ) أي أعجبه، يقال راقه أعجبه وأبهجه وبهجه سره، ورجل أريحى: واسع الخلق منبسط للمعروف وفيه أريحية: أي خفة وحركة للندى (والتمثال) الصورة المنقوشة (قوله لما جاء الله تعالى) جواب لولا فيكون هذا النفي منتفيا، ويؤول المعنى إلى أن الماء الجاري لما كان من النعمة العظمى جاء الله بذكر الجنات وحينئذ تكون كلمة إلا في قيل له إلا مشفوعا كما وقعت في نسخ معتبرة، ونقلت أيضا عن خط المصنف مفسدة للمعنى، إذ يلزم مجئ ذكرها مقرونا بكل حال سوى كونه مشفوعا بذكر الأنهار فهي زائدة وقعت سهوا من الناسخ ومنشؤه العفول عن كون لما جاء واقعا في جواب لولا،، وليس يمكن تصحيحها بجعل كلمة " ما " زائدة كما توهم، إذ يصير المعنى انتفاء هذا المجموع: أعني أن يجئ ذكرها مقرونا بكل حال سوى تلك المشفوعية ولا فائدة فيه. وقد يتكلف لتوجيهها بتضمين الذكر معنى النفي كما في نشدتك بالله إلا فعلت، وكما ذكره العلامة في قوله تعالى - لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم - في الوجه الأخير: أي لما جاء الله تعالى بأن لا يذكر الجنات إلا مشفوعا، ولا خفاء في كونه تعسفا فالصواب إسقاط كلمة إلا كما في بعض النسخ، وما قيل من أن اللازم حينئذ أنه تعالى جاء بذكرها مشفوعا فلا دلالة على لزوم المشفوعية ولم يتم المقصود إلا بلزومها مدفوع بأن ما جعله حالا من الذكرين أعني قوله (مسوقين على قران) أي نمط (واحد الخ) يدل على ذلك اللزوم. لا يقال: إذا جعلت الاستثناء راجعا إلى النفي والمجهوع واقعا جواب لولا زال الإشكال. لأنا نقول: فالواقع في الجواب على هذا التقدير معنى قولنا ما جاء بذكرها على حال من الأحوال إلا على حال المشفوعية، وانتفاء هذا المعنى قد يكون بذكرها على حال أخرى فقط دون كونه مشفوعا. وروى أن في نسخة زين المشايخ البتة مشفوعا مكان إلا مشفوعا وإنما يحسن ويدل على اللزوم المطلوب إذا جعل كلمة البتة متعلقة بمشفوعا أو بالمجئ مثبتا بناء على تجويز استعمالها في الإثبات، إذ لو تعلقت بالنفي رجع المعنى إلى أن انتفاء مجئ ذكرها مشفوعا انتفاء قطعيا منتف، فجاز أن يكون انتفاء ذلك الانتفاء بزوال قطعيته، فلا تلزم إلا المشفوعية في الجملة فلا جدوى لتلك اللفظة أصلا (قوله واللغة العالية) أي الفصحى المشهورة التي تتكلم بها الأعلون في الفصاحة (النهر بفتح الهاء) وهو اسم جنس وقد يراد به معنى الجمع كما في قوله - في جنات ونهر - (قوله ومدار التركيب على السعة) يقال أنهرت الطعنة وسعتها وأنهرت الدم أسلته بكثرة، واستنهر الشئ اتسع، والمنهرة فضاء بين أفنية القوم يلقون فيها كناستهم، وكل كثير جرى فقد نهر واستنهر (قوله يطؤهم الطريق) من قبيل الإسناد إلى المكان، أي يطؤهم السابلة في الطريق وهو كناية عن جودهم وأنهم مقصد الأدانى والأقاصى، وجعل اليومين مصيدين إسناد مجازى إلى الزمان، والمعنى صيد
(٢٥٨)
مفاتيح البحث: الوسعة (3)، الصيد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 » »»