التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٧٤
من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد (33) ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب (34) الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (35) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ أبو عمرو، والأخفش والداجوني عن هشام وقتيبة (على كل قلب متكبر) منون. الباقون على الإضافة. من نون جعله نعتا للقلب، لان القلب إذا تكبر تكبر صاحبه، كما قال (فظلت أعناقهم لها خاضعين) (1) لان الأعناق إذا خضعت خضع أربابها، وتكبر القلب قسوته وإذا قسا القلب كان معه ترك الطاعة. ومن أضاف قال: لان في قراءة ابن مسعود على (قلب كل متكبر جبار) قال الفراء: وسمعت أحدهم يقول: ان فلانا مرجل شعره يوم كل جمعة يقوم. والجبار: هو الذي يقتل على الغضب، ويقال: اجبره فهو جبار مثل أدرك فهو دراك. قال الفراء: ولا ثالث لهما، قال ابن خلويه: وجدت لهما ثالثا اسأر فهو سئار.
لما حكى الله تعالى عن مؤمن آل فرعون انه حذر قومه بالعذاب مثل عذاب يوم الأحزاب، فسر ذلك فقال (مثل دأب قوم نوح) يعني كعادته مع قوم نوح.

(1) سورة 26 الشعراء آية 4
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست