التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٠٦
وقال: معنى لغرمون محدودون عن الخط. وقال قتادة محارفون. وقال مجاهد - في رواية أخرى - إنا لمولع بنا. وفى رواية غيره عنه معناه إنا لملقون في الشر.
ومن قرأ (أإنا لمغرمون) على الاستفهام حمل على أنهم يقرعون ويقولون منكرين.
أإنا لمغرمون؟! ومن قرأ على الخبر حمله على أنهم مخبرون بذلك عن أنفسهم. ثم يستدركون فيقولون لا (بل نحن محرومون) مبخوسون بحظوظنا محارفون بهلاك زرعنا.
ثم قال لهم منبها على دلالة أخرى فقال (أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) والمعنى إنه تعالى امتن عليهم بما أنعم عليهم من انزال الماء العذب (من المزن) يعني السحاب ليشربوه وينتفعوا به، فقال لهم (أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) له عليكم نعمة منا عليكم ورحمة بكم. ثم قال (لو نشاء جعلناه أجاجا) قال الفراء: الأجاج المر الشديد المرارة من الماء. وقال قوم: الأجاج الذي اشتدت ملوحته (فلو لا تشكرون) أي فهلا تشكرون على هذه النعمة التي لا يقدر عليها غير الله، وعلمتم بذلك ان من قدر على ذلك قدر على النشأة الأخرى فإنها لا تتعذر عليه كمالا يتعذر عليه هذه النعم.
قوله تعالى:
(أفرأيتم النار التي تورون (71) أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤن (72) نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين (73) فسبح باسم ربك العظيم (74) فلا أقسم بمواقع النجوم (75) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم (76) إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون (78) لا يمسه إلا المطهرون (79) تنزيل من رب العالمين) (80)
(٥٠٦)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»
الفهرست