التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٠١
قوله تعالى:
(ثم إنكم أيها الضالون المكذبون (51) لآكلون من شجر من زقوم (52) فمالؤن منها البطون (53) فشاربون عليه من الحميم (54) فشاربون شرب الهيم (55) هذا نزلهم يوم الدين (56) نحن خلقناكم فلولا تصدقون (57) أفرأيتم ما تمنون (58) أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون (59) نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين (60) على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في مالا تعلمون) (61) احدى عشرة آية بلا خلاف قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وسهل (شرب الهيم) بضم الشين.
الباقون بالفتح، وهما لغتان. وقرأ (نحن قدرنا) خفيفة ابن كثير. الباقون بالتشديد وهما لغتان. يقال قدرت، وقدرت، وقد فرق بينهما فيما ذكره.
لما امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يقول لمن انكر البعث والنشور قل لهم إنكم ومن تقدمكم وتأخر عنكم مبعوثون ومحشورون إلى يوم القيامة بين مالهم في ذلك اليوم فقال (ثم أنكم أيها الضالون المكذبون) يعني الذين ضللتم عن الدين وعن طريق الحق وحرمتم عن اتباع الصحيح المكذبون الذين كذبتم بتوحيد الله واخلاص العبادة له وجحدتم نبوة نبيه (لا كلون) يوم القيامة (من شجر من زقوم) فالزقوم ما يبتلع بتصعب، يقال: تزقم هذا الطعام تزقما إذا ابتلعه بتصعب. وقيل: هو طعام خشن مركريه يعسر نزوله في الحلق.
وقوله (فمالئون منها البطون) أي تملئون بطونكم من أكل هذا الزقوم
(٥٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 ... » »»
الفهرست