التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٣٦١
بلدة ميتا أي جدبا قحطا، لا تنبت شيئا، فأنبتت وعاشت ثم قال " كذلك الخروج " أي مثل ما أحيينا هذه الأرض الميتة بالماء، مثل ذلك نحيي الموتى يوم القيامة فيخرجون من قبورهم لان من قدر على أحدهما قدر على الآخر، وإنما دخلت على القوم شبهة من حيث إنهم رأوا العادة جارية باحياء الأرض الموات بنزول المطر عليها، ولم يروا إحياء الأموات، فظنوا أنه يخالف ذلك، ولو انعموا النظر لعلموا ان القادر على أحدهما قادر على الآخر.
قوله تعالى:
(كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود (12) وعاد وفرعون وإخوان لوط (13) وأصحاب الأيكة وقوم اتبع كل كذب الرسل فحق وعيد (14) أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد) (15) أربع آيات.
يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله تسلية له عن كفر قومه وتركهم الايمان به مهددا لكفار قومه أنه كما كذبوك يا محمد هؤلاء وجحدوا نبوتك مثل ذلك كذب قبلهم من الأمم الماضية قوم نوح فأهلكهم الله وأغرقهم وأصحاب الرس وهم أصحاب البئر الذين قتلوا نبيهم ورسوه فيها - في قول عكرمة - وقال الضحاك: الرس بئر قتل فيها صاحب ياسين. وقيل: الرس بئر لم يطو بحجر ولا غيره. قال الجعدي:
تنابلة يحفرون الرساسا (1)

(1) مر في 7 / 490.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست