التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٢٨٩
سبيل الله فلن يضل أعمالهم (4) سيهديهم ويصلح بالهم) (5).
خمس آيات كوفي وست في ما عداه.
قرأ أهل البصرة وحفص عن عاصم " والذين قتلوا " على ما لم يسم فاعله بضم القاف وكسر التاء. الباقون " قاتلوا " بألف من المفاعلة. وقرئ شاذا " قتلوا " بفتح القاف وتشديد التاء. من قرأ بألف كان أعم فائدة، لأنه يدخل فيه من قتل. ومن قرأ بغير الف لم يدخل في قراءته القاتل الذي لم يقتل وكلاهما لم يضل الله أعمالهم، فهو أكثر فائدة. ومن قرأ بغير الف خص هذه الآية بمن قتل. وقال: علم أن الله لم يضل اعمال من قاتل بدليل آخر ولان من قاتل لم يضل عمله بشرط ألا يحبط عند من قال بالاحباط، وليس من قتل كذلك، لأنه لا يضل الله أعمالهم على وجه بلا شرط، ولأنه لا يقتل إلا وقد قاتل فصار معناهما واحد.
قال مجاهد عن ابن عباس إن قوله " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله " نزلت في أهله مكة. وقوله " والذين آمنوا وعملوا الصالحات " في الأنصار.
يقول الله تعالى مخبرا بأن الذين جحدوا توحيد الله وعبد وا معه غيره وكذبوا محمدا نبيه صلى الله عليه وآله في الذي جاء به وصدوا من أراد عبادة الله والاقرار بتوحيده وتصديق نبيه عن الدين، ومنعوه من الاسلام " أظل اعمالهم " ومعناه حكم الله على أعمالهم بالضلال عن الحق والعدول من الاستقامة وسماها بذلك لأنها عملت على غير هدى وغير رشاد. والصد عن سبيل الله هو الصرف عن سبيل الله بالنهي عنه والمنع منه. والترغيب في خلافه، وكل ذلك صد، فهؤلاء كفروا في أنفسهم ودعوا
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست