وقوله (ليكفر الله عنهم أسوء الذي عملوا) أي يسقط عنهم عقاب الشرك والمعاصي التي فعلوها قبل ذلك بتوبتهم ورجوعهم إلى الله (ويجزيهم اجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون) يعني يثيبهم على طاعاتهم من الفرض والنفل، وهي أحسن افعالهم لان المباح وإن كان حسنا لا يستحق به ثواب ولا مدح لان الثواب والمدح إنما يستحق على الطاعات.
قوله تعالى:
(أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد (36) ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام (37) ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون (38) قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون (39) من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) (40) خمس آيات كوفي وثلاث في ما عداه عد الكوفيون (من هاد) وعدوا (فسوف تعلمون) ولم يعده الباقون. قرأ حمزة والكسائي وخلف (بكاف عباده) على الجمع. الباقون بكاف عبده على التوحيد. من قرأ على التوحيد أراد النبي صلى الله عليه وآله لقوله (ويخوفونك) ومن جمع أراد النبي وسائر الأنبياء، لان أمة