التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٢٤١
قوله تعالى:
(إن المتقين في مقام أمين (51) في جنات وعيون (52) يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين (53) كذلك وزوجناهم بحور عين (54) يدعون فيها بكل فاكهة آمنين (55) لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (56) فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم (57) فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون (58) فارتقب إنهم مرتقبون) (59) تسع آيات بلا خلاف.
قرأ ابن عامر ونافع " في مقام " بضم الميم، وهو موضع الإقامة. الباقون بفتح الميم، وهو موضع القيام.
لما اخبر الله تعالى عن الكفار وما يفعله بهم من أنواع العقاب، أخبر عن حال المطيعين وما أعده لهم من الثواب، فقال " إن المتقين " يعني الذين يجتنبون معاصيه لكونها قبائح، ويفعلون طاعاته لكونها صاعة " في مقام أمين " أي موضع إقامة - فيمن ضم الميم - ومن فتحها يريد أنهم في موضع قيامهم، ووصفه بأنهم في " مقام أمين " من كل ما يخاف، وليس هذا في الدنيا، لأنه لا يخلو منها أحد من موقف خوف من مرض أو أذى أو غير ذلك.
ثم بين ذلك المقام فقال " في جنات " يعني بساتين تجنها الأشجار " وعيون "
(٢٤١)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الخوف (2)، المرض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست