التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٢٣٨
طعام الأثيم (44) كالمهل يغلي في البطون (45) كغلي الحميم (46) خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم (48) ذق إنك أنت العزيز الحكيم (49) إن هذا ما كنتم به تمترون) (50).
عشر آيات كوفي وبصري وتسع في ما عداه، عد الكوفيون والبصريون " الزقوم " ووافقهم عليه الشاميون والمدني الأول. وعد أيضا العراقيون " يغلي في البطون " ووافقهم عليه المكبون والمدني الأخير.
قرأ " يغلي " بالياء كثير وابن عامر وحفص عن عاصم. الباقون بالتاء.
من قرأ بالياء رده إلى المهل. ومن قرأ بالتاء رده إلى الشجرة. قال أبو علي: من قرأ بالياء حمله على الطعام، لان الطعام هو الشجرة في المعنى ألا ترى انه خبر الشجرة والخبر هو المبتدأ بعينه إذا كان مفردا في المعنى، ولا يحمل على (المهل) لان المهل إنما ذكر ليشبه به في الذوق، لان التقدير إن شجرة الزقوم طعام الأثيم تغلي في البطون كالمهل على الحميم.
لما ذكر الله تعالى أن يوم الفصل ميقات الخلق يحشرهم الله فيه ويفصل بينهم بالحق أي يوم هو؟ فوصفه انه " يوم لا يغني فيه مولى عن مولى شيئا "، لان الله تعالى أيأس من ذلك، لما علم فيه من صلاح العباد، ولولا ذلك لجاز أن يغرى.
والمعنى إنه ليس لهم من ينتصر لهم من عقاب الله تعالى، فلا ينافي ذلك ما نقوله:
من أنه يشفع النبي والأئمة والمؤمنون في إسقاط كثير من عقاب المؤمنين، لان الشفاعة لا تحصل إلا بأمر الله واذنه. والمراد في الآية أنه ليس لهم من يغني عنهم
(٢٣٨)
مفاتيح البحث: الطعام (4)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست