التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٢٧
الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير (39) إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيمة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير) (40) خمس آيات بلا خلاف.
قوله " واما ينزغنك " أصله (إن) التي للشرط وزيد عليها (ما) تأكيدا فأشبه ذلك القسم، فلذلك دخلت نون التأكيد في قوله " ينزغنك " كما تقول:
والله ليخرجن. والنزغ النخس بما يدعوا إلى الفساد ومنه قوله " من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي " (1) فنزغ الشيطان وسوسته ودعاؤه إلى معصية الله بايقاع العداوة بين من يجب موالاته، يقال نزغ ينزغ نزغا فهو نازغ بين رجلين.
وفلان ينزغ فلانا كأنه ينخسه بما يدعوه إلى خلاف الصواب. والمعنى وإن ما يدعوك إلى المعاصي نزغ من الشيطان بالاغواء والوسوسة " فاستعذ بالله " ومعناه اطلب الاعتصام من شره من جهة الله واحذر منه وامتنع من جهته بقوة الله، فنحن نستعيذ بالله من شر كل شيطان وشر كل ذي شر من انس وجان.
وقوله " إنه هو السميع العليم " يعني انه سميع لأقوالكم من الاستعاذة وغيرها عليم بضمائركم قادر على إجابة دعائكم وقوله " ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر " معناه ومن أدلته وحججه الباهرة الدالة على توحيده وصفاته التي باين بها خلقه الليل بذهاب الشمس عن بسيط الأرض والنهار بطلوعها على وجهها بالمقادير التي أجريا عليه ورتبا فيه بما يقتضي تدبير عالم بهما قادر على تصريفهما،

(1) سورة 12 يوسف آية 100
(١٢٧)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست