التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٢
يحمل على ما قبله، وهذا الكلام ليس قبله ما يبنى عليه إلا في المعنى ومن شدد احتمل أمرين:
أحدهما - ان يريد أهذا خير أم من هو قانت.
والثاني - أن يكون جعل (أم) بمنزلة (بل) والف الاستفهام، وعلى هذا يكون الخبر محذوفا لدلالة الكلام عليه، كما قال الشاعر:
فأقسم لو شئ أتانا رسوله * سواك ولكن لم نجد لك مدفعا (1) والمعنى له أتانا غيرك ما صدقناه، ولا اهتدينا فحذف. وقال تعالى (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) و " أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب " كل ذلك محذوف الجواب. والقانت الداعي، والقانت الساكت، والقانت المصلي قائما وانشد:
قانتا لله يتلو كتبه * وعلى عمد من الناس اعتزل وقيل القانت الدائم على الطاعة لله (في قول ابن عباس والسدي -.
يقول الله عز وجل مخبرا عن حال الانسان وضعف يقينه وشدة تحوله من حال إلى حال إنه إذا مسه ضر من شدة فقر ومرض وقحط (دعا) عند ذلك (ربه منيبا إليه) أي راجعا إليه راغبا فيه (ثم إذا خوله نعمة منه) فإنه إذا أعطاه نعمة عظيمة، فالتخويل العطية العظمية على جهة الهبة، وهي المنحة قال أبو النجم:
اعطى فلم ينجل ولم يبخل * كوم الذرى من خول المخول (2) " نسي ما كان يدعو إليه من قبل) يعني ترك دعاء الله، كما كان يدعو في حال ضره، قال الفراء: ويجوز أن تكون (ما) بمعنى (من) كما قال (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) (3).

(1) مر تخريجه في 5 - 529 و 6 - 253 و 7 - 341 (2) مر في 4 - 224 (3) سورة 4 النساء آية 3.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست