التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٤٥
الفراء: معناه كيما تخلدون. قال مجاهد: المصانع أراد بها حصونا مشيدة. وقال قتادة: مآخذ للماء، وهو جمع مصنع، ويقال مصنعة لكل بناء. وقيل: إنهم كانوا يبنون بالمكان المرتفع البناء العالي، ليدلوا بذلك على أنفسهم، وزيادة قوتهم وليفاخروا بذلك غيرهم من الناس، وكانوا جاوزوا في ايجاد المصانع إلى الأسواق فنهوا عن ذلك، وقال الزجاج: المصانع المباني " لعلكم تخلدون " معناه تفعلون ذلك لكي تبقوا فيها مؤبدين " وإذا بطشتم بطشتم جبارين " فالبطش العسف قتلا بالسيف وضربا بالسوط - في قول ابن عباس - والجبار العالي على غيره بعظم سلطانه، وهو في صفة الله تعالى مدح، وفي صفة غيره ذم، فإذا قيل للعبد جبار فمعناه انه يتكلف الجبرية. والجبار في النحل ما فات اليد، وقال الحسن: بطش الجبرية هو المبارزة من غير ثبت ولا توقف، فذمهم الله بذلك، ونهاهم هود فقال " اتقوا الله " باجتناب معاصيه و " أطيعوني " فيما أدعوكم إليه، ولم يكن هذا القول تكرارا من هود لأنه متعلق بغير ما تعلق به الأول، لان الأول معناه، فاتقوا الله في تكذيب الرسل، وأطيعوني فيما أدعوكم إليه من اخلاص عبادته، والثاني فاتقوا الله في ترك معاصيه في بطش الجبارين وعمل اللاهين وأطيعوني في ذلك الامر الذي دعوتكم إليه.
قوله تعالى:
* (واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون (132) أمدكم بأنعام وبنين (133) وجنات وعيون (134) إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم (135) قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من
(٤٥)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست