التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٣٣٣
والمظاهرة المعاونة، وهي زيادة القوة بأن يكون المعاون ظهرا لصاحبه في الدفع عنه، والظهر المعين. وفي قراءة ابن مسعود آزروهم، ومعناه عاونوهم.
والصياصي الحصون التي يمتنع بها واحدها صيصية. ويقال جذ الله صيصية فلان أي حصنه الذي يمتنع به. والصيصية قرن البقرة وشوكة الديك أيضا، وهي شوكة الحائك أيضا، قال الشاعر:
[ما راعني إلا الرماح تنوشه] * كوقع الصياصي في النسيج الممدد (1) وقوله " وقذف في قلوبهم الرعب " أي ألقى في قلوبهم يعني اليهود والمشركين خوفا من النبي صلى الله عليه وآله " فريقا تقتلون " منهم يعني الرجال " وتأسرون فريقا " يعني النساء والذراري ثم قال " وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم " يعني ديار بني قريظة وأرضهم وأموالهم. جعلها الله للمسلمين مع ذلك ونقلها إليهم " وأرضا لم تطؤها " معناه وأورثكم أرضا لم تطؤها، قال الحسن: هي أرض فارس والروم. وقال قتادة: هي مكة. وقال يزيد بن رومان وابن زيد: هي خيبر " وكان الله على كل قديرا " أي قادرا على توريثكم أرض هؤلاء وأموالهم ونصركم وغير ذلك. إلى ههنا انتهت قصة الأحزاب.
ثم انتقل إلى خطاب النبي صلى الله عليه وآله فقال له " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا " قال الحسن لم يكن ذلك تخيير طلاق، إنما هو تخيير بين الدنيا والآخرة. وكان لنزول الآية سبب معروف من بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله فعاتبهن الله تعالى وخيرهن بين المقام مع النبي صلى الله عليه وآله واختيار ما عند الله من الثواب ونعيم الأبد

(١) تفسير القرطبي ١٤ / ١٦١ ومجاز القرآن 2 / 161 ويروى (فجئت إليه والرماح تنوشه)
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست