والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) * (35) خمس آيات.
قرأ حمزة والكسائي " ومن يقنت منكن لله ورسوله ويعمل صالحا " بالياء فيهما على اللفظ، لان لفظة (من مذكر. الباقون " ومن يقنت " - بالياء - حملا على اللفظ " وتعمل " بالتاء حملا على المعنى، لان المعنى من النساء، فكنى بلفظ التأنيث، ولأنه قد ظهر علامة التأنيث في قوله " منكن " فكأن الرد عليه أولى من رده على اللفظ. وروي في الشواذ " ومن تقنت " بالتاء حملا على المعنى وذلك جائز في العربية غير أنه ليس بمعروف، ولا يقرأ به. وقرأ عاصم ونافع " وقرن " بفتح القاف بمعنى أقرون " في بيوتكن " من قررت في المكان أقر قرارا إلا أنه نقل حركة العين إلى القاف، فانفتحت وسقطت الراء الأولى لالتقاء الساكنين كقولهم: في ظللت ظلت. وفي أحسست أحست، وقالوا في يحططن من الجبل يحطن. وقال الزجاج: فيه لغتان (قررت في المكان وأقررت). الباقون بكسر القاف بمعنى كن أهل وقر، أي هدوء وسكينة من وقر فلان في منزله يقر وقورا إذا هدأ فيه واطمأن. ويجوز أن يكون المراد الاستقرار، على لغة حكاها الزجاج والكسائي.
لما تهدد الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وآله بأن من يأت منهن بفاحشة ظاهرة من ارتكاب محظور، وما نهى الله تعالى عنه انه يضاعف لها العذاب ضعفين لوقوع أفعالهن على وجه يستحق به ذلك من حيث كن سواء أسوة يتأسى بهن غيرهن ورغبهن في هذه الآية بأن قال " ومن يقنت منكن " أي من داوم منكن على