التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٣٠
الذي لا يقدر عليه أحد غير الله، ما آمن أكثرهم، فلا تستنكر أيها المحق استنكار استيحاش من قعودهم عن الحق الذي تأتيهم به، وتدلهم عليه، فقد جروا على عادة اسلافهم، في انكار الحق وقبول الباطل.
وقوله " وإن ربك لهو العزيز الرحيم " أي هو القادر الذي لا يمكن معارضته في أمره، وهو مع ذلك رحيم بخلقه. وفى ذلك غاية الحث على طلب الخير من جهة الموصوف بهما. ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله " واتل " يا محمد على قومك " نبأ إبراهيم " أي خبره، حين " قال لأبيه وقومه ما " الذي " تعبدون " من دون الله؟! يعني أي شئ معبودكم على وجه الانكار عليهم، لأنهم كانوا يعبدون الأصنام.
قوله تعالى:
* (قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين (72) قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون (73) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون (74) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون (75) أنتم وآباؤكم الأقدمون (76) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين (77) الذي خلقني فهو يهدين (78) والذي هو يطعمني ويسقين (79) وإذا مرضت فهو يشفين) * (80) تسع آيات بلا خلاف.
حكى الله تعالى ما أجاب به قوم إبراهيم حين قال لهم إبراهيم " ما تعبدون "؟
فإنهم " قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين " أي مقيمين مداومين على عبادتنا
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست