التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٣٥
تعالى من فعل إبراهيم في قوله " إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك " بعد قوله " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه " (1). وليس الامر على ما قاله. ونحن نبين الوجه في هذه الآية إذا انتهينا إليها إن شاء الله. وعند أصحابنا ان أباه الذي استغفر له، كان جده لامه، لان آباء النبي صلى الله عليه وآله إلى آدم كلهم مؤمنون موحدون - بأدلة ليس هذا موضع ذكرها، والدلالة عليها.
قوله تعالى:
* (وأزلفت الجنة للمتقين (90) وبرزت الجحيم للغاوين (91) وقيل لهم أينما كنتم تعبدون (92) من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون (93) فكبكبوا فيها هم والغاون (94) وجنود إبليس أجمعون (95) ست آيات.
معنى " وأزلفت الجنة للمتقين " قربت لهم ليدخلوها " وبرزت الجحيم للغاوين " أي أظهرت الجحيم للعاملين بالغواية وتركهم الرشاد، يقال: برز يبرز بروزا، وأبرزه إبرازا، وبرزه تبريزا، وبارزه مبارزة، وتبارزا تبارزا. وفى رؤية الانسان آلات العذاب التي أعدت لهم عذاب عظيم، وألم جسيم للقلب فبروز الجحيم للغاوين بهذه الصفة. و (الغاوي) العامل بما يوجب الخيبة من الثواب: غوى الرجل يغوى غيا وغواية، وأغواه غيره إغواء، واستغواه استغواء واصله الخيبة قال الشاعر:

(1) سورة 60 الممتحنة آية 4
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست