التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٢٧
وكان أصحاب موسى فزعوا من فرعون أن يلحقهم وحذروا موسى، فقالوا " انا لمدركون " فقال لهم موسى (ع) - ثقة بالله - " كلا " ليس كما تقولون " ان معي ربي سيهدين " وقرأ الأعرج " لمدركون " مفتعلون، من الادراك وادغم التاء في الدال. قال الفراء: دركت دراكا وأدركت ادراكا بمعنى واحد، مثل حفرت واخفرت، بمعنى واحد.
وقرأ حمزة وحده " تراء الجمعان " بالإمالة. الباقون بالتفخيم على وزن (تراعى) لأنه تفاعل من الرؤية، وهو فعل ماض موحد، وليس مثنى، لأنه فعل متقدم على الاسم، ولو كان مثنى لقال تراءا ووقف حمزة " تراى " بكسر الراء ممدود قليلا، لان من شرطه ترك الهمزة في الوقف، فترك الهمزة التي آخر الألف، كأنه يريدها، فلذلك مد قليلا. ووقف الكسائي " ترآى " أي بالإمالة على وزن تراعى، وتنادى. الباقون وقفوا بألفين على الأصل.
وكذلك جميع ما في القرآن مثل " أنشأناهن انشاء " (1) و * (أنزل من السماء ماء) * (2) كل ذلك يقفون بالمد بألفين. وحمزة يقف على الف واحدة. وإذا كانت الهمزة للتأنيث أسقطت الهمزة في الوقف عند الجميع نحو * (بيضاء) * (3)

(1) سورة 56 الواقعة آية 35 (2) سورة 2 البقرة آية 22 وسورة 13 الرعد آية 19 وسورة 14 إبراهيم آية 32 وسورة 16 النحل آية 65 وسورة 20 طه آية 53 وسورة 22 الحج آية 63 وسورة 35 فاطر آية 27 وسورة 39 الزمر آية 21 (3) سورة 7 الأعراف آية 107 وسورة 20 طه آية 22 وسورة 26 الشعراء آية 33 وسورة 27 النمل آية 12 وسورة 28 القصص آية 32 وسورة 37 الصافات آية 46
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست