بدون هذه الظلمات لا يراها، لان (كاد يراها) معناه قارب ان يراها، ولم يكد يراها لم يقارب أن يراها، فهي نفي مقاربة الرؤية على الحقيقة. وقيل دخل (كاد) بمعنى النفي كما يدخل الظن بمعنى اليقين، كأنه قال: يكفيه أن يكون على هذه المنزلة فكيف أقصى المنازل. وقيل يراها بعد جهد وشدة، رؤية تخيل لصورتها. وقال الحسن لم يكد يراها لم يقارب الرؤية قال الشاعر:
ما كدت اعرفه إلا بعد الانكار وقالوا كاد العروس يكون أميرا. وكاد النعام يطير. وقوله " ومن لم يجعل الله له نورا، فما له من نور " معناه من لم يجعل الله له هداية إلى الرشد، فما له من نور، أي فما له ما يفلح به على وجه من الوجوه. وقيل: من لم يجعل الله له نورا يوم القيامة يهديه إلى الجنة، فما له من نور يهديه إليها.
وفي الآية دلالة على فساد قول من يقول: إن المعارف ضرورة، لأنه لا يصح مع المعرفة الضرورية الحسبان.
قوله تعالى:
(ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون (41) ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير (42) ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من